مع الملائكة لنرتل بفرح نشيدها للرعاة "المجد لله
في العلى وعلى الأرض السلام للناس الذين بهم المسرة".
أوجه رسالتي الميلادية لجميع سكان الأرض وأخص بالذكر الساكنين
داخل أراضينا المقدسة في
الأردن وفلسطين ولبنان وجميع محبيهم أينما كانوا وأناشدهم الصلاة كي يعيد الله
السلام اليها وتعود البهجة الى قلوب ابنائها وبيوتهم وشوارعهم.
في ميلادك
بالجسد نصلي إليك يا الله كي تعطينا سلامك ليعم الاستقرار في العالم والفرح في
العائلات التي تكتمل بعودة اللاجئين الى بيوتهم واستعادة جذورهم وهويتهم.
كما نطلب
منك يا الهنا المتجسد في طفل المغارة تحقيق الوحدة وإنجاح مساعي كنيسة الوحدة في
اللقاءات التي تهدف لإعادة لحمة جسدك السري الذي وقع ضحية انشقاقات وحرمات
وانقسامات أضاعت رسالته التبشيرية والخلاصية لبني البشر.
أيضاً وأيضاً
نطلب منك يا طفل المغارة أن تصحب نعمة عيد ميلادك وصلاة المؤمنين الصادقين كل
المبادرات التي نقوم بها لوحدة الكنائس وأن تبارك جهودنا وتكللها بالنجاح.
أرحمنا يا
الله واغفر خطايانا وارأف بِنَا يا طفل المغارة نحن الذين نعاني من عدم الاستقرار
والحروب والعمليات الإرهابية التي لا ترحم أحداً وخطف رسلك وتلاميذك (وأخص بالذكر
المطرانين والكهنة الذين خطفوا في سوريا الحبيبة) والفلتان الأمني والتعدي علينا
وسلب أموالنا واحتكار ممتلكاتنا.
ارفع يا
طفل المغارة الاحتلال والظلم عنا وأبعد عنا الخوف والضيق والانقسامات وأعطنا
القدرة على الغفران والمحبة وابعد عنا روح الانتقام والبغض.
لتشرق
علينا شمس عدلك وسلامك ومحبتك وتتلاشى في نور وجهك يا طفل المغارة الأحقاد
والأطماع والعداوات حتى تعود الألفة فيما بيننا والوئام بين شعوبنا.
لن ننسى بهذه المناسبة مدينة نور
القيامة القدس المميزة في قدسيتها وفِي طابعها والتي تلتقي فيها وحدة الإيمان
بالله، وانتماء أبنائها لأبيهم إبراهيم.
القدس تعاني اليوم من هجرة
أبنائها المسيحيين وانعدام السلام والقلق على مستقبل الكنائس وعلى أوضاع من تبقّى
من المسيحيين فيها.
مع إخوتي رؤساء الكنائس في العالم
نجثوا أمامك أيها الطفل القادر على كل شيء أن تنير المسؤولين في الدول العظمى حتى يعم
السلام والعدل والأمان على كل شبر في أرضنا الحبيبة المملؤة بوجودك حتى يقوى
إيماننا بجبروتك ونباركك في كل مكان ونسجد لك ونسبحك.
نصلي أيضاً ونطلب منك يا طفل
المغارة لأجل مدن وقرى اليمن الحبيب التي تعاني حصاراً وضيقا وشدة وأوبئة ومجاعات.
المأساة الثانية التي لا يمكن
السكوت عنها، هي ما يتعرض له المسيحيين في العراق من إرهابٍ فكري وقوانين مجحفة
بحقهم وتهديد وتهجير.
فيا طفل المغارة، يا
من حللت في أحشاء العذراء، فكنت في المغارة مثال المشردين وأجبرت على
الهروب من هيرودوس واللجوء الى مصر عدة سنوات مثال اللاجئين والمنبوذين. قدّسنا
واعطنا الإيمان الحقيقي حتى يتقدس اسمك في كل مكان ونتقرّب منك ومن بعضنا
البعض مهما كبرت خلافاتنا وننبذ العنف والقتل والبغضاء.
أبعد عنّا الحروب والويلات وأزرع
في قلوبنا الإخاء، وامنح الحزانى العزاء والفقراء الأمل والمهاجرين والمشردين
أمل العودة والمضطهدين السلام.
وليكن
ميلادك اليوم ميلاد ملؤه السلام والأمان ومحبة القريب والتعاون والوحدة بين
الكنائس. آمين
وبركة الله القادر على كل شيء تحل
عليكم وتمحوا خطاياكم وتقدسكم باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين
تعليقات
إرسال تعليق